توفر نظم المعلومات الجغرافية نظامًا قويًا لإدارة البيانات حيث تعمل على ربط السجلات الطبية للمريض بموقعه وبالعديد من المعلومات الأخرى عنه ما يسهل من عملية إجراء الدراسات والأبحاث حول تأثير المحيط على صحة المريض وتساعد مدراء السجلات والبيانات المطالبين بسجلات موثوقة دقيقة عن المريض وكافة المعلومات الأخرى عنه.
وتتبنى جغرافية الصحة النموذج البيئي والاجتماعي بدلا من النموذج الحيوي والطبي بحيث تعتمد جغرافية الصحة منهاجا أكثر شمولية يؤكد على علاج الجسد كاملا وليس عناصر النظام فقط. في إطار هذا النموذج، يتم تشخيص الأمراض الجديدة (مثال: اعتلال الصحة النفسية) وضم الأنواع الأخرى من العلاج (مثال: العلاجات المكملة أو العلاجات البديلة) إلى الأدوية التقليدية.
تعني هذه الطريقة المنهجية البديلة أن الجغرافيا الطبية قد تم توسيعها لتشمل فلسفات مثل الهيكلية والبنيوية والتآثرية ونظريات المساواة بين الجنسين وغيرها، وهكذا ولد علم جغرافية الصحة.
النظام الصحي الذي يهدف إلى ديمومة الصحة؛ حيث تشكل البيانات السكانية والصحية القاعدة المتينة لرسم الخطط ونمذجة الاحتياجات الصحية للسكان، فضلاً عن فهم ديناميكية المحددات الصحية للمجتمع، والمساعدة في رسم خطط تطوير الرعاية الصحية وفق احتياجات السكان والتي تُعد من الركائز المحورية التي تؤثر بشكل إيجابي في الرفاهية العامة ونوعية الحياة.
العلاقة بين البيئة والصحة ترجع إلي هيبقراط (460-375ق.م) الذي ربط بين الوسط الذي يشغله الكائن الحي وصحته، أتي بعده العالم العربي ابن خلدون وهو رائد نظرية تأثير البيئة في الفرد والمجتمع، وقد وضع الأسس لعلوم الجغرافيا البشرية، فكان بذلك رائد أبحاث العلوم الاجتماعية في شكلها الحديث، وكانت محاولاته في فهم أثر البيئة الطبيعية من سطح ومناخ ونبات في الحياة البشرية، الأساس الذي تطورت عليه الجغرافيا البشرية وعلوم الاجتماع في اوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر.
و يتزامن التزام المملكة العربية السعودية بأجندة الأمن الصحي العالمي، وأهداف التنمية المستدامة مع التوجهات الاستراتيجية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتأتي الحاجة إلى الدراسات والمسوحات الصحية وتحليل نتائجها ونشرها؛ لتعزيز التركيز على تحسين نوعية الحياة والرفاهية. وتُعد المسوحات الصحية السكانية حاجة ملحة وضرورية للباحثين وصانعي القرار والخبراء؛ للاستفادة من التقارير والبيانات الناتجة لتقييم البرامج الحالية، ورسم السياسات الصحية، والتخطيط المستقبلي.
يمثل برنامج التحول الوطني أحد ركائز الانطلاق؛ لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، حيث يضع الصحة في صدر أولوياته. وتأتي مبادرة (نموذج الرعاية) كواحدة من معالم التحول في القطاع الصحي بالتركيز على الصحة الوقائية.