السياحة الدينية من أقدم أنواع السياحة والهدف منها هو القيام بشعائر دينية كما هو الحال عند المسلمين من حج والعمرة، كذلك الترويح والتوسعة على أفراد الأسرة كما ورد في تعاليم الإسلام.
ﺗﻘوم اﻟﺳﻳﺎﺣﺔ اﻟدﻳﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣرﺗﻛزات ﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻋﺗراف اﻟﺳﺎﺋﺣﻳن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﻳن ﺑﺎﻟﻘﻳﻣﺔ اﻟدﻳﻧﻳﺔ اﻟﻔﻌﻠﻳﺔ ﻟﻠﻣوﻗﻊ وﺑﺄﻫﻣﻳﺗﻪ ، وﺿرورة زﻳﺎرﺗﻪ ﻣن أﺟﻝ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟروﺣﻳﺔ اﻟﻣﻧﺷودة ، واﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟﻣواﻗﻊ وﺗطوﻳر اﻟﻣراﻓق ﺑﺷﻛﻝ ﻣﺳﺗﻣر ﻣن أﺟﻝ اﺳﺗﻘﺑﺎﻝ روادﻫﺎ ﻣن اﻟزوار واﻟﺳﺎﺋﺣﻳن ، ورﺑط اﻟﻣواﻗﻊ ﺑﺷﺑﻛﺔ ذات ﻣﺳﺗوى ﻋﺎﻝٍ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت ﻛﺎﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت .
أهمية السياحة الدينية :
ترتبط السياحة الدينية ارتباطاً وثيقاً بالسياحة الثقافية ،وتعتمد في أهميتها بحسب الحدث التاريخي الذي حدث في مكان معين، وبشكل عام لا توجد حضارة بدون دين، وإن الإنسان بفطرته يبحث عن خالق ليعبده، فالسياحة الدينية تلقى اهتماماً بالغـاً مـن أصحاب الديانات المختلفة بحيث يذهب الناس إلى الأماكن والمعالم لكي يتبركون بها ، مما يترك الأثر الكبير في النفس، فأتباع الديانات بمختلف أجناسهم وأعـراقهم يعتبرون زيارة الأماكن الدينية واجباً تقتضيه شعائر معينة يعود عليهم بغفران الذنوب وتطهير الجسد من خلال تكرار تلك الزيارات بحيث تصبح منتظمة في معظم الأحيان.
للسياحة دور كبير في ارتقاء الإنسان، ولالتقاء الشعوب المختلفة بعضها مع البعض، وارتقاء الأمم متخطين الحواجز العديدة (اللغة والقومية والجنس واللـون…) إن المبررات التي تدفع الإنسان للقيام بالسياحة هي بالحقيقة كثيرة، وإن اختيـار إحـدى أنواع السياحة وعيش خبرتها هي أيضاً تختلف من شخص لأخر. فهنـاك مـن يبحـث عن واحة (مكان) يستطيع الوقوف فيها بصمت (الاختلاء بالنفس)، وهناك من يريد أ أن يعيش ويختبر الحياة داخـل المكـان المقدس بالصلاة والتأمـل، وهناك أسباب أخـرى عديدة، ولكن هناك عنصر مشترك وقوي يدفعهم لذلك وهو الرغبة في الصلاة ولسماع كلمة الله وفهمها. إنه لقاء يدفع الإنسان للخروج مـن ذاتـه للبحـث عـن غـيـر المـدرك والمتسامي.
أهمية السياحة الدينية
المؤلف : ابراهيم خليل بظاظو
الكتاب أو المصدر : الجغرافيا السياحية
الجزء والصفحة : ص 222- 224