“كاتالينا”..الطائرة البرمائية الأمريكية التي أسقطها “الهجانة” بتبوك قبل 57 عاما
“كاتالينا”، الطائرة البرمائية أميركية الصنع، التي لفظت أنفاسها الأخيرة، في أقصى الشمال الغربي من ساحل البحر الأحمر، تحديداً في منطقة رأس الشيخ حميد بمنطقة تبوك، ومازال حطامها يقبع هناك منذ نحو 57 عاما، إلى أن تحولت إلى موقع جذب للسيّاح الزائرين، الذين باتوا يقصدون الشاطئ لمشاهدة هذه الطائرة خصيصا، والتقاط الصور التذكارية معها.
تساؤلات واستفسارات حول سبب تواجد هذه الطائرة في هذا المكان النائي، وماذا كان مصير راكبها؟ ولماذا جاؤوا إلى هذه المنطقة؟ فبعضهم يقول إنها جاءت متسللة، وبعضهم يقول إنها من بقايا الحرب العالمية الثانية.
وفي هذه لوحة الأرشادية للموقع التاريخي لنيوم وذكر فيه عن حكاية طائرة
“كاتالينا”
أشهر الروايات التي نقلتها مجلة “لايف التايم” الأميركية، أن الطائرة تعود لثري أميركي جاء إلى منطقة رأس الشيخ حميد ضمن رحلة سياحية كان يقوم بها حول العالم برفقة أسرته، قبل أن تتوقف هنا بسبب عطل في المحرك.
في مارس 1960، هبطت الطائرة “كاتالينا” في مضيق تيرانا، واتجهت نحو شاطئ رأس الشيخ حميد لقضاء الليل هناك، وعندما حل النهار قام عناصر من الهجانة “رجال أمن” بالاقتراب من الطائرة لمعرفة سبب تواجدهم هنا، لاسيما أن المنطقة كانت تعيش حينها أجواء الحرب العربية الإسرائيلية، وعندما لاحظت عائلة كيندال عناصر الهجانة هرعوا هاربين نحو الطائرة، إذ إنهم لم يتوقعوا أن شخصا يعيش في هذه المنطقة النائية.
هروب عائلة كيندال نحو الطائرة ومحاولتهم الطيران، عزز المخاوف لدى الهجانة من أن الطائرة عدائية، خصوصاً أنها تتضمن فوهات للمدفعية، فبدأ الهجانة بإطلاق النار على الطائرة التي تعطلت لاحقا عن الإقلاع، وتم احتجاز عائلة كيندال، لكن بعدما تبين أنهم ليسوا إسرائيليين وأنهم أميريكيون، تم تسليمهم للسفير الأميركي بجدة الذي رتب لهم أمور عودتهم إلى أميركا، فيما ظلت طائرتهم رابضة في موقعها حتى هذا اليوم، بحسب المجلة.
يذكر أن الطائرة البرمائية لها القدرة على الإقلاع والهبوط في البر والبحر، وقد قام مبدأ هذه الطائرة باختراع من مصمم السفن البريطاني الشهير جون ثورنيكروفت في عام 1870، لكنها كتصميم عملي يمكن استخدامه لم تظهر الطائرة إلا في عام 1955، عندما أسس المهندس الإنجليزي كريستوفر كوكيريل، شركة لإنتاج هذا النوع من الطائرات، والتي باتت تستخدم اليوم على نطاق واسع للنقل عبر البحار والأنهار والأراضي شديدة الوعورة .