يقف قصر المصمك العتيق شامخًا وسط مدينة الرياض، لم تقف مهابته حاجزًا أمام امتداد روعته، فتحول إلى وجهة سياحية بعد أن كان شاهدًا صامتًا على أحداث جسام في تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية. بُني القصر في القرن الرابع عشر الهجري، في عهد الإمام عبدالله بن فيصل، وكان مسكنًا له، وبيتًا للحكم والمال، ويعد القصر حصنًا منيعًا يحمي من الأعداء، لذلك امتاز بمتانة جدرانه وارتفاعها، وليس له نوافذ أو شبابيك أو فتحات، سوى مدخلين ومنافذ صغيرة تتسع لفوهات البنادق وقت المعارك. ويطل القصر اليوم كراوٍ مسرحيٍ لتاريخٍ أصيل في استرداد الحكم والبلاد، فيروي معالم تلك الفترة وتاريخ قادتها في قاعات عرضه، بعد تحوله إلى متحف عام1416هـ/1995م. لفظة “المصمك” أو “المسمك” تعني البناء السميك والحصين، وكان أحد استخدامات هذا الحصن مستودعًا للذخيرة والأسلحة، حتى تقرر تحويله إلى معلم تاريخي ثمإلى متحف. ويضم القصر الأثري صور حية لقصة توحيد المملكة، بما في ذلك آثار معركة استرداد الرياض المتمثلة في أثر رمح “ابن جلوي” على باب حصن المصمك، إذ قاد الملكعبدالعزيز رجاله في المعركة عام 1902م وكان بينهم الأميرفهد بن جلوي، وقد رمى رمحه بقصد إصابة عجلان بن رشيد لكنه استقر في الباب وأحدث شرخاً بقي أثرهشاهداً على قصة بطولة أحد أهم أعوان الملك المؤسس. محتويات متحف قصر المصمك وَ استخدامات المصمك تم بناء المصمك كمقر لحامية ألامير محمد عبد الله الرشيد عام 1312هـ تقريبًا، واستمر في أداء دوره كحصن تدار فيه شؤون الرياض إلى أن تم اقتحامه والاستيلاءعليه من قبل الملك عبد العزيز عند دخوله الرياض، واستخدم الملك عبد العزيز القصر كمستودع للأسلحة والذخيرة مدة عامين ثم أصبح سجنًا بعد ذلك حتى تم تحويله إلىمعلم أثري وتاريخي يقع في قلب مدينة الرياض. ولاتوجد هناك روايات أو أقوال تؤكد على أن الملك عبد العزيز استخدم القصر كمقر للسكن أو مقر للحكم؛ حيث أعاد الملك بناء القصر القديم في الصفاة عام 1330هـتقريبًا واتخذ منه مقرًا للحكم والسكن إلى أن انتقل للسكن في مجمع المربع. أقسام القصر لقطة تظهر البرج الجنوبي الغربي للقصر. يحتوي القصر على خمسة أجزاء رئيسية، وهي: بوابة القصر تقع البوابة في الجهة الغربية للقصر، ويبلغ ارتفاعها 3.60م، وعرضها 2.65م، وهي مصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويبلغ سمك الباب 10سم، ويوجد على الباب ثلاثعوارض، يبلغ سمك الواحدة منها حوالي 25سم، وفي وسط الباب، توجد فتحة تسمى الخوخة، تستخدم بوابة صغيرة، وهي ضيقة لدرجة، أنها لا تسمح إلا بمرور شخصواحد منحنيا، وقد شهد هذا الباب المعركة الضارية بين الملك عبد العزيز وخصومه، حيث يمكن مشاهدة الحربة التي انكسر رأسها في الباب. المسجد يقع على يسار المدخل، وهو عبارة عن غرفة كبيرة، يوجد فيها عدة أعمدة، وفي الجدران أرفف لوضع المصاحف، ويوجد داخل المسجد محراب، وفتحات للتهوية في السقف،والجدران. المجلس (الديوانية) يقع في مواجهة المدخل، وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل، وبها وجار، حسب الشكل التقليدي للوجار في منطقة نجد، ويوجد في الجهة الغربية منها فتحات للتهوية،والإنارة، كذلك في الجهة الجنوبية المطلة على الفناء الرئيس. البئر يوجد في الجهة الشمالية الشرقية بئر للمياه، تسحب منه المياه عن طريق المحالة المركبة، على فوهة البئر، ويسحب الماء بواسطة الدلو. الأبراج يوجد في كل ركن من أركان مبنى المصمك الأربعة برج أسطواني الشكل، يبلغ ارتفاع الواحد منها (18 مترا) تقريبا، يصعد إليه بواسطة درج، ثم بسلمين من الخشب،ويوجد في كل برج، أماكن للرمي على محيط البرج، ويبلغ سمك جدار البرج حوالي (1.25م)، وفي وسط المصمك، برج مربع الشكل، يسمى المربعة، يشرف على القصرمن خلال الشرفة العليا. الفناء كما يوجد فناء رئيس للقصر، تحيط به غرف ذات أعمدة متصل بعضها ببعض داخليا، ويوجد بالفناء درجات في الجهة الشرقية تؤدي إلى الدور الأول والأسطح، كما يوجدثلاث وحدات سكنية، الأولى كانت تستخدم لإقامة الحاكم، لتكاملها وارتباطها بعضها ببعض، وسهولة اتصالها، والثانية استخدمت بيتاً للمال، والثالثة خصصت لإقامةالضيوف. مواد البناء اللبن الطين الممزوج بالتبن الحجارة الجص جذوع شجر الأثل سعف النخيل وتتكون من الأبراج التي تتوزع على أركان الفناء الأربعة، والوحدات السكنية التي كانت محل إقامة الحاكم وضيوفه ثم حوّلت إلى قاعات للعرض. بوسعك التجول عبرتاريخ كامل من خلال العروض المرئية داخل القصر، كما ستشاهد بعض القطع التراثية العتيقة المعلقة على جدرانه.